الاشباح لا تنام الجزء الثالث _ قصة رعب
بسم
الله الرحمن الرحيم
الأشباح
لا تنام 3
أقدم
لكم الجزء الأخير من قصتي البسيطة على
أمل أن تنال رضاكم
الطريق
مظلم ولا شيء أمامي سوى بقايا غيوم وظلمة
الليل ولا اسمع أي صوت من قريب أو بعيد .
صوت
المذياع هو الصوت الوحيد الذي يطرق أذني.
سعيد
بقربي ينظر إلى الأمام بصمت وهدوء وأما
أخي فقد استلقى على الكرسي الخلفي وجسده
ينتفض مثل طير صغير أصابه البلل والبرد
والجوع .
وبدون
أي إنذار صراخ سعيد شق الفضاء وهو يقول
_
توقف
!!
ضغطت
على الفرامل بكل ما أتيت من قوة .
أخي
يصطدم بمؤخرة كرسي سيعد ,
وأضرب
أنا برأسي على المقود ,
لتنفجر
الدماء من رأسي أما سعيد فقد كان أسعدنا
حظا فقد تمسك بحزام الأمان ولم يتحرك حتى
توقفت السيارة
رفعت
رأس بصعوبة وأنا أحاول تحسس ما أصاب رأسي
وأحاول أبعاد الدماء عن عيني اليمنى .
لم
اعد استطيع الرؤية بوضوح .
سعيد
يشهق كما لو كان الموت أمامه ويقول :
_
أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
أحاول
النظر للأمام لأرى رجالا كثر يحملون
فوانيس مضيئة كانوا يمشون أمامنا يطوفون
من حولنا
لا
أدري كيف اصف لكم المنظر ولكني رأيته ,
كأنه
نهر مضيء يأتي من رأس الجبل يقطع الطريق
ليمضي إلى السهل على مد البصر .
لم
يكن ذلك المنظر جميلا أبدا .
رؤوس
هؤلاء البشر كأنها رؤوس الحمير ,
والغريب
أني أسمع أصوات نهيق الحمير تأتي منهم
وكأنما
هم من يفعل هذا !
كانت
سيول من البشر كلهم بنفس المنظر وكلما مر
أحدهم من أمام السيارة زاد من علو صوت
نهيق الحمير حتى كدت اجن من قوت الأصوات
وضعت يداي على أذني أحاول سدهما .
نظرت
إلى أخي فوجدته تكور على نفسه كما لو كان
رضيعا صغيرا واخذ يصرخ بأعلى صوته ,لم
يكن صراخ أخي يصل لأذني ، لأن صوت النهيق
غطى على الكون أجمع .
أما
سعيد فقد دس رأسه بين قدميه وهو يتمتم
بكلام لا افهمه .
لم
استطع أن أفكر خرجت من السيارة وصحت بأعلى
صوتي
_
ألله
أكبر ألله أكبر
كنت
أأذن للصلاة .
للسخرية
لم أقرأ منذ ما يقرب العام آية من كتاب
الله الحكيم ولم أحفظ سوى الأذان الذي
لطالما سمعته وقلما لبيته .
فتحت
عيناي ولم أرى سوى سكون الليل يغطي الكون
وكأن شيئا لم يكن !
نظرت
حولي.
جبال
بعيدة وظلمت ليل .
وسكون
.
أين
ذلك النهر المضيء .................
أين
سيول البشر ...
أين
تلك الأصوات
نظرت
للسيارة فرأيت صاحبي ينظر من داخل السيارة
إلى هدوء الكون
أما
أخي فلم يتحرك وضل يبكي مكانه .
_
هل
كنا نحلم ؟
كان
هذا سؤال سعيد .
قلت
له :
_
نحن
ثلاثة فهل من المعقول أن نحلم نحن الثلاثة
معا
وضعت
يدي على الجرح .
كنت
الدماء ما تزال تهطل على وجهي .
نزل
سعيد من السيارة وقال :
_أنت
لا تستطيع القيادة وأقرب مستشفى هو مستشفى
عبري وهو على بعد 100
كم
دعني أتسلم القيادة .
...............
لا
أدري هل أغمى علي أم أنني نمت .
لكني
لم اشعر إلا بسعيد وأخي فهد يخرجانني من
السيارة إلى باب الطوارئ في مستشفى عبري
كانت الدنيا حمراء بعيني أو هكذا تخيلت
عندما دخلت إلى غرفت الطوارئ وبدون أي
تأخير كان حولي مجموعة من الممرضين وطبيب
كان الأمر سريعا لا أدري كم كان عدد الإبر
التي تلاقها جسدي أو عدد الغرز ,
بجبهتي
ولكن كل ما أعرفه أنني كنت مخدرا عندما
رأيت تلك الفتاة ...
تلك
الطفلة ..
إنها
نفس الطفلة التي رأيتها سابقا بالفندق
كانت بقربي تنظر إلي وأنا راقد على السرير
..
سألت
نفسي
_
هل
أنا أتوهم ..
هل
هو تأثير الإبر .
كانت
بثوبها الأحمر الطفولي وشعرها المسدل
على جسدها والدماء التي تسيل من رأسها
...
إنها
هي من دون شك.
_
كان
يريد من أمي الحرام لكن أمي رفضت فقتلها
وقتلني
لقد
تكلمت تلك الطفلة ,
لقد
كلمتني .
أنفاسي
سجنت بصدري والدموع تحجرت بعيني ولساني
لم يستطع الكلام .
لا
أدري هل هذه هي أسمى درجات الخوف أم أنا
شاب جبان .
الطفلة
تمسك بيدي وتسحبني خلفها .
لم
استطع المقاومة لم استطع الهرب.
لم
استطع أي شيء .
كنت
خلفها وصوتي محبوس أنظر للذين حولي بذلك
المستشفى لعل احدهم يغيثني .
الكل
مشغول والكل يمر بقربي كأنهم لا يروني .
أذكر
جيدا أن دموعي قد أطلق سراحها أخيرا فكانت
تنزل بصمت وأنا اتبع الطفلة ذات الدماء
.
وجدت
نفسي أمام غرفة قد شق صياح من بها فضاء
ذلك المستشفى ..
كان
الصوت لرجل أسيوي الجنسية ..
حاولت
أن لا أقترب ولكن الطفلة ما زالت تمسك
بيدي عدد من الممرضين يدخلون ويخرجون وما
زال الرجل يصرخ بأعلى صوته .
فتحت
الستارة التي كانت تمنعني من النظر فرأيت
طبيبا وحيدا ومعه ممرضة و...
و
السيدة ذات العباءة السوداء واقفة والدماء
تخرج من نفس الثقب من ظهرها وشعرها المسدول
على وجهها الشاحب كانت شبحا بمعنى الكلمة
.
.كان
الأسيوي ينظر باتجاه الشبح الوقف عند
رأسه تماما ويصرخ .
كان
الشبح واقفا دون حراك .
شدت
الطفلة على أصابعي وقالت :
_
هذا
هو جزاء من يطلب الحرام .
نظرت
إليها فرأيتها تنظر صوب الأسيوي
قلت
لها :
_
هل
هو من...
قالت
:
_
نعم
..
صمت
وأنا انظر إليه وإلى الطبيب المسكين الذي
أعياه صراخ المريض وعجز عن فعل أي شيء إلى
أن خفت تلك الصرخات حتى احتقن صوت المريض
ثم اختفى .
وما
زالت نظرت الرعب عالقة بعينه وهو ميت .
_
حان
وقت الرحيل ..
لن
تراني مرتا أخرى..
نظرت
إليها .
لا
أدري أي خليط من المشاعر أصابني ..
لم
أردها أن ترحل ولكني خائف منها .
أردت
الكلام ولكني لم استطع ذلك .
هنا
نظرت للطفلة وأذكر جيدا أني رأيت وجهها
الطفولي المغطى بالدماء وميزت جيدا دمعة
قد إنسابت على وجهها ...
لا
أدري هل بكيت من الخوف أم من الأسى على
هذه الطفلة أم أنها دموع قد اعتادت عيني
على ذرفها في تلك الليلة .
أنتفض
جسدي عندما وضع سعيد يده على كتفي وهو
يقول :
_
سالم
حان وقت صلاة الفجر ...
سالم
مالك لا ترد هيا لقد سبقنا أخوك إلى المصلى
..
نظرت
حولي أتبين ما أرى ..
أين
الطفلة الشبح ..
أين
الجميع .
لقد
اختفت ولم أرى أمامي سوى جثت أسيوي مغطى
بلحاف ابيض ولم يظهر سوى وجهه وقد تيبس .
ومن
خلفي سعيد يأمرني بصلاة الفجر .
================
هذا
كل ما جرى لي بتلك الرحلة إلى ضلالة ومن
يومها لم أذهب إلى ضلالة ولا سعيد ولا أخي
فهد
ولكني
اليوم أعشق ...
ومن
أعشقها فتاة تشبه تلك الطفلة لحد كبير
وقد صدق ذلك الشاب الجني عندما قال لي :
_
سوف
تعلم ما أشعر به عما قريب ربما بمثل هذا
اليوم ربما من العام القادم .
تحياتي
لكم وللجميع
لمن فاته الجزء الاول
http://mrmana13.blogspot.com/2015/10/blog-post.html?m=1
لمن فاته الجزء الثاني
http://mrmana13.blogspot.com/2015/10/2.html
تعليقات
إرسال تعليق