الاشباح لا تنام الجزء الثاني _ قصة رعب


بسم الله الرحمن الرحيم

الأشباح لا تنام 2

أضواء مدينة نزوى تضيء الكون.... والشوارع خالية تماما من الأنس ، كأن البشر قد كانوا تاريخا ماضيا بتلك المدينة ولم يعد لهم وجود .
الهدوء يعم السيارة بعد الذي كان ....فهد الجالس بالمقعد الخلفي ينظر إلى السماء بصمت وسكون وأنا أتصنع تصفح الخريطة

... وبدون مقدمات يقف صاحبي سعيد
_ لماذا توقفت الآن
فأجاب وقد رفع يده وهو ينتفض بشدة :
_ هذا هو السبب لم أعد أستطيع القيادة ولا أنت ولا فهد فلنسترح الآن وغدا عقب صلاة الفجر نكمل طريقنا .
نزل سعيد من المركبة ثم نزلت أنا .
كنا نقف بالقرب من فندق صغير ولكنه يحمل طابعا معماري بديع ، كان يمزج بين الطابع القديم والحديث ، ورغم ذلك لم يكن هنالك عدد كبير من السيارات التي تدل على عدد نزلاء الفندق .
دخلنا جميعا وقد أنزلنا الحقائب الخفيفة بالاستقبال رجل أسيوي الجنسية , لسانه ثقيل على العربية , ولكن لم أكن لأهتم بأكثر من غرفة , حجزنا غرفة لثلاثة أشخاص .
كانت الممرات خاليه تماما بذلك الفندق , وقد كان السجاد احمر والجدران تصرخ بلون وردي.. دخلنا الغرفة وهناك تحول التعب لمنظر صراع البقاء أنا أمسك بسعيد .
وسعيد يمسك بفهد .. وفهد يمسك بالمنشفة ويحاول أن يسبق الجميع للاستحمام .
وفعلا سبقنا فهد ثم بعد أن لعبنا القرعة فاز سعيد ودخل ثم أخيرا جاء دوري بعد أن أصبح الماء باردا كالثلج ولكن كان لابد من ركوب الصعب .
ما إن أستقر جسمي تحت رشاش المياه حتى أخذت أتذكر ما كان بتلك الليلة .
أخذت أتمتم بكلمات أغنيه قديمة ، كانت تتكلم عن الأطفال والطفولة وأنا أتمتم بها كان يتهادى لمسمعي بكاء طفلة صغيرة ؟

.. سمعت بكاء طفل صغير .

بكاء حاد ولكنه يفطر القلب... قفز قلبي من صدري حاولت أزالت المياه من على وجهي لأحاول أن أتبين مصدر الصوت , شعرت بالقشعريرة تسري بجسدي ظننت أن الصوت هو صوت الأنابيب الصدئة إلى أن رأيت بصعوبة من خلف شلال المياه المنساب طفلة تلبس الثوب الأحمر وهي بيضاء كالثلج قصيرة القامة سوداء الشعر لم أتبين ملامح وجهها أبدا.
وقد رأيت ما يشبه الدم يسيل من رأسها شعرت بالرعب وهي تقترب مني لم استطع الحراك لا أدري هل تيبس جسدي من برودة المياه أم هو الخوف .. الطفلة تتعلق بقدمي اليمنى شعرت كأن جليدا قد صب فوق قدمي... تشنج جسدي ولم أستطع الحراك وأنفاسي قد توقفت .. ولا أدري إن كانت عقارب الساعة توقفت مثلما توقف قلبي عن الخفقان .
ولم أدري بنفسي إلا وصوت الباب يدق ....فهد وسعيد يصيحان بي أن أفتح الباب .
خرجت من الحمام نظر إلي سعيد وقال :
_ هل وقعت بالحمام ؟
لم أجبه بل نظرت لأخي وخفت أن أتكلم بما رأيت فيزداد خوفا .
قال سعيد :
_ أدخل إلى الحمام ونظف أنفك إنك تنزف .
دخلت من جديد ونظرت لوجهي بالمرآة فرأيت خيط دم يسيل من أنفي...
نظفت أنفي وخرجت ... هنا رأيت وسعيد وقد أمسك أخي فهد بشدة كأنما يحاول حمايته من شيء ما , ولم أفهم السبب بينما ينظر سعيد بنظرات رعب شديد إلى الباب نظرت إلى حيث ينظر سعيد ولم أفهم المراد من هذه النظرات .
اتجهت إلى الباب وفتحته وصاح بي سعيد بأعلى صوته :
_ لا تفعل .
ولكن يدي سبقت صوت سعيد وما إن فتحت الباب حتى رأيت شبح فتاة لقد ,كانت بيضاء كالثلج كأنها قطعت جليد وتلبس عباءة سوداء وشعرها مسدل على كل جسدها
شعرت بصوتي يحبس بظلمات صدري.. لم أستطع الكلام .. لم استطع الصراخ...
ونظرات ذلك الشيء الواقف أمامي جعلتني أسقط أرضا ...تراجعت قليلا وعندها رأيت تلك الطفلة التي كانت بالحمام تخرج وتجري إلى ذالك الشبح وتمسك بطرف عباءته وتنظر إلي لقد كانت طفلة بعمر السادسة وقد كانت الدماء تسيل من رأسها لم أستطع الكلام فقد أدار ذالك الشبح ظهره لي ورأيت ثقبا بوسط ظهره ثقبا عميق جدا وخيط دماء يسيل من الطفلة والشبح ليترك أثرا طويلا على السجاد .

---
نزلت أنا وسعيد وفهد وأمسكت بموظف الاستقبال من عنقه لم يفهم ما أريد وهو يشعر بالرعب مني لم أسأله بل رضخت برأسه على طاولت الاستقبال ثلاث مرات ثم سألته :
_ ماذا حدث بتلك الغرفة ؟
لم يفهم سؤالي بل أخذ يبكي .
دققت رأسه مرة رابعة على الطاولة وأعدت السؤال بالانجليزية .
فهم الأسيوي وقد تحول بكاءه إلى خوف شديد
عندها أمسك سعيد بعنقه قال له :
_ تكلم وإلا ضربتك .
عندها قال لنا بلغه عربية متعثرة :
_ منذ سنتين سكن الغرفة ثلاثة أشخاص طفلة وامرأة ورجل أسيوي وبمنتصف الليل سمع إطلاق نار وعندما توجه الجميع إلى مكان الإطلاق وجدت المرأة ميتة بالممر وقد أخترق جسدها رصاصة بمنتصف الظهر تماما
أما الطفلة فقد وجدت بالحمام وقد دق رأسها بأرضية الحمام حتى ماتت والرجل قد اختفى إلى يومنا هذا
لم أستطع تمالك أعصابي فلكمته على وجهه ثم أخذت أخي وجميع ما نملك إلى السيارة وقد عزمنا على الرجوع من حيث أتينا .




هذا للكلام بقية للمرة الأخيرة



لمن يرغب
رابط الجزء الاول
http://mrmana13.blogspot.com/2015/10/blog-post.html?m=1

تعليقات

المشاركات الشائعة