مقبرة آل سيف _ قصة رعب


مقبرة  آل سيف



في مقبرة آل سيف في سلطنة عمان ، على بعد ساعات من المشي بين الجبال ، ارض حرمها العمانيون على انفسهم ، ونهوا ابناءهم من الدخول إليها ، هناك جلسنا نحن مجموعة من الغرباء على ضوء القمر  لنستمع  لقصة مجنون ظهر لنا من اللا مكان ، ليخبرنا بقصة مقابر آل سيف المحرمة على العمانيين .

بصوته المبحوح قال :
لم يكن أسمها دائما مقابر آل سيف ، ولم تكن أصلا لأي شخص أسمه عربي ، إنها للبرتغال ، آل سيلفادور ساندوس ، دفن كالكلب هنا مع عشرة من أتباعه ، مع تغير الأيام وتغير الليالي أصبح أسمها آل سيف ، لقد تحول اللفظ كما يتحول كل شيء .
لقد أبعدنا أبناءنا من هذه الأرض المنجسة بجثث الكلاب ، لم يسكنها أحد منذ أن طردناهم من أرضنا .
لم يكونوا ليتركوا ارضنا دون بصمة تدل على كرههم الأزلي ، وكان كرههم على شكل آل سيلفادور ، كاهن ساحر منجم ، متنبئ لم يترك شيطان على وجه الأرض إلا تعامل معه ، لم يعرفه عماني إلا لعنه ،  قيل أن طفلته ماتت وهو يستحضر من دمائها السحر ، لم يبكي عليها حزنا لفراقها ،  هل رأيتم شيطانا يبكي على ضحيته ؟ ، ماتت بين صخور هذه الأرض ، هنا بالتحديد حيث اقف أنا ، من أجل شيء أكثر أهمية وأعظم هيبة ، في نظر آل سلفادور.
في هذه الأرض ، مع أتباعه ضحوا بالصغيرة ، ذبحها من الوريد للوريد  لتسيل دمائها على صخرة صماء ، ليرسم دوائر ومثلثات .
والبقية كانوا يترنمون بكلمات لا يعرف معناها ، ولكن بمجرد سماعها تعلم أنها لم تكتب بيد البشر ، بل بيد شيء عظيم ، شيء شيطاني ،شيء لم يرى البشر مثله من قبل ،  لم يكن يعلم الملعون أن هناك من يراقبه ، فرسان تلك الأرض ، وقبل نهاية الطقوس ، وقبل النداء الأخير كان هناك سهم خرج من الظلام ليستقر في حنجرة الكلب ، ورجال يكبرون  وينادون باسم رب المسلمين ، يذبحون من تصل له السيوف و الخناجر ، يقتلون من تصل له الطلقات في ظلمت الليل .
لا يمكنك أن تسكن في الظلام وتجاور الذئاب ، لا يمكنك أن تكون صديق لنمر جريح ، لا يمكنك أن تقتل إبن الدب وتنتظر منه المغفرة ، ولا يمكنك أن تقتل عربي وتنتظر من العرب الصمت .
ذبحوا عن بكرة أبيهم ولم يبقى منهم أحد ، ودفنوا كالكلاب حيث قتلوا ، وفي ضوء النهار في اليوم التالي برزت لهم تلك الرسوم  ، علم العرب أنهم أوقفوا الشر قبل ظهوره ، علم العمانيين أنهم أوقفوا الشيطان قبل نهوضه  ، وعلموا انهم قتلوا شر الناس في ذاك الزمن ، وتحسروا على فتاة صغيرة ذبحت  ،  ربما كانت في الخامسة ، ربما في الرابعة ، لم تعلم لم ذبحت ، ولكنه  شعرت بالموت ، حملوها  معهم لكي تدفن بين العرب ، فهي في نظرهم ليست صليبية ، ليست من الشياطين النجسة  .
وقف وأخذ يدور حولنا ، وهو يلوح بعصاة ويصرخ في ظلمت الليل .
ثلاث مائة وخمسون عاما في كل ليلة يخرجون من قبورهم كالكلاب يصرخون ينادون بالويل وهناك من يعذبهم ينهش لحمهم يقطع اوصالهم ويبقر بطونهم ،ليخرج أحشاءهم  كل ليلة يأتي لأنهم لم يكملوا تبجيله ولم يكملوا استدعائه .
أخذ المجنون يكمل حكايته على ضوء القمر وهو يصطنع التأثر ، كأنما هو ممثل فاشل في مسرحية بائسة .
هجر العمانيون تلك الأرض عندما رأوا بأعينهم ما يصيب الأموات ، أحد عشرة جثة تعود للحياة لينتهشها الكائن ، شيطان من الشياطين ، شيء لم يره البشر من قبل .
أخذ يلوح بعصاه  على ضوء القمر ، ويعيد وكرر تلك الكلمات ، تبسمت من سخافة  القصة ، وكل من حولي تبسم ، كنا نعلم مدى سخافة تلك الكلمات إلى أن توقف فجأة  ونظر إلينا وهو يبتسم .
نظر إلى عيني مباشرة وهو يبتسم ، لقد شعرت بالخوف فجأة قال لنا وهو ينظر إلي .
_ على ما يبدوا أنكم لا تصدقون ، لا بأس فقط أنظروا إلى الوراء  ... لا تخافوا ، إن الحقيقة ورائكم .
شعرت بالخوف  وأنا ادير رأسي لأنظر للخلف ، لقد علمت فجأة أني إذا نظرت سوف أرى ما لا يجب أن أراه ، لقد كانت الحقيقة خلفي تماما .
أحد عشر قبر مفتوح  ولقد خرج أصحابها من القبور ، لقد كانت على عددنا تماما ، رفعت يدي إلى رقبتي ، لقد كان هناك.. سهم مغروس في حنجرتي ، إنه أنا حقا ، لقد قتلني العمانيون  .
لقد قتل العمانيون سيلفادور العظيم ، ولكن متى قتلني الأوغاد ، متى تمكنوا مني ؟  نظرت   لمن حولي كان البعض بلا رأسه ومنهم من سقطت أمعائه بين رجليه .
لم يكن راوي القصة مجنون ، بل كان الكائن يخبرنا بأن موعد العذاب قد حان ،  وحان معه موعد الهروب إلى الا مكان ، حيث يقطع أوصالنا ويمزق لحمنا ، ويبقر بطوننا ، لقد حان موعد العويل والبكاء والعذاب العظيم .

النهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة