يد منتصف الليل
هناك أشياء تحدث ليلا
تطرق بابك ليلا
تخيفك ليلا
تنقر في عقلك قبل أن تطرق بابك
لا أحد يصدقك إن قلت أنك رأيت شيئا أو شخصا أو شبحا يمر من أمام الباب
لا أحد يصدقك إن سمعت همسا أو صوتا أو نقرا تحت السرير
لا أحد يصدقك إن لمست يدا أو وجها أو طفلا وأنت تحت الغطاء
إنها أشياء تحدث ليلا
تعال معي لتقرأ حكايات أشياء تحدث ليلا
حدث بالفعل
حدثت هذه الحادثة قبل سنوات قليلة ، في هذا العصر ، ليس في عصر الديناصورات ، بل في العصر اللذي نشاهد في الف مقطع قصير على اليوتيوب قبل أن نسحب الغطاء لننام ، أو نحطم ألف جدار في لعبة الطيور الغاضبة .
أين كنت ، أنت تسألني أين كنت ، لقد كنت في العمل مثل أي حمار يعمل مقابل العلف الذي نسميه المال .
كنت أعمل حتى حان وقت النوم ، نمت في مكتبي مثل أي حمار قرر الأستراحة في الحقل الذي يعمل به ، حمار مجتهد هكذا كنت أنا
وفي لحظة ما جمدت الدماء في عروقي ، فصمت الليل ، يد ما من مكان ما سحبتني إلى البعيد ، لم أكن أهذي لم أكن أتوهم ، لقد إمتدت يد ما لي لتسحبني ، وقد فعلت ، سحبتني لمسافة جعلت وجهي يحك بالأرض ، وجسدي يبتعد عن مكانه الأول ، صرخت مثل أي طفل مرعوب ، صرخت مثل أفضل أنثى تطلب النجدة ، ولحسن الحظ كان هناك موظف مثلي ، قرر أن ينام في الحقل بدل العودة إلى الحضيرة أقصد المنزل .
اقسمت الأيمان تلوى الأيمان أن هناك يد سحبتني ، وأني لست سكرانا ولا متعاطيا ولا مسطول ، أقسمت الأيمان تلوى الأيمان ، ولكن من يصدق ، لقد كنت في نظر صاحبي فأر رعديد جبان يخاف من ظله ، وأنه نام قرير العين مثل جرو صغير وما من يد إمتدت له في الظلام لتسحبه إلى المجهول ، ولولا صراخي الأنثوي لكان في عالم الأحلام الآن .
ولأن دوام الحال من المحال سقطت هيبتي ، وأصبحت مضرب المثل في الخوف ، لم يطل الحال بي في ذاك الحقل ، اقصد تلك الوظفيفة ، فقد إنتقلت لوظيفة أخرى في مكان آخر ، ولكن المكان الذي نمت فيه ظل مثلما هو ، مصدر الرعب للبقية ، لقد حدثت قصة مشابهة لقصتي لأحدهم ، لقد نام مثلي ، لأنه تعب مثلي ، ويد ما ، يد من المجهول ، سحبته ، صرخ مثل صراخي ، ولكنهم صدقوه ، ليس لأنه صادق ، ولكن لا يشترك إثنان في كذبة تفصل بينهما سنوات ، ربما هي يد عابثة ، يد شيطان شعر بالملل ، جني سئم من شخيرنا نحن البشر ، ولكن في النهاية ظلت موجودة في تلك البقعة ، ونحن رحلنا عنها .
مثلما قلت لك ، هم موجودون ، سيكذبك الآخرون ، سيقولون عنك مخطئ ، جبان ، رعديد ، وفأر ، ولكن الحقيقة أن هناك شيء في الظلام ، في الغرف المغلقة ، تحت الأسرة ، وداخل الخزانات المغلقة ، شيء ما ، ينتظر الوقت المناسب لكي يبرز ، لكي يجعلك تصرخ ،لكي يخبر الجميع أنه هناك
تعليقات
إرسال تعليق