أبو رجل حمار
رجل حمار ، كم من مره سمعت هذه القصص بجميع الأشكال وجميع الاصناف ، لقد سمعتها من الجدات ، و سمعتها من الأمهات ، و سمعتها من الغرباء ، ولكن مثل قصة طائر العنقاء ، الجميع سمع ولم يرى أحد .
هي من كلاسيكيات الحكايات العمانية ، من القصص التي تجعل الأطفال يخافون الذهاب إلى دوراة المياه ليلا ، خوفا من ظهرو شخص لديه أرجل حمار .
قصة مداعبة للحواس والخيال ، لم تتغير ولن تتغير ، سواءا سمعتها من بهلاء أو نزوى أو شناص ، ومسندم أو مرباط ، سوف تبقى الصيغة واحدة .
رجل يقود سيارته ، ربما تكون سيارة أجرة ، يقف لرجل عجوز ، يجب أن يكون عجوزا ، فالرعب لا يكون رعبا إلا إذا وجد فيها رجل شاب شعره ، ووجهه مرعب ، هذه هي أصول الرعب ، يحمله صاحب السيارة في مركبته ، ويجب أن يحمله من مكان معزول ، طريق منعزل ، لا يوجد جني يحترم تاريخه المرعب يخرج من وسط حفلة العيد الوطني لكي يرعب قائدي المركبات ، وبعد حوار قصير يلاحظ صاحب السيارة أن الراكب له رجل حمار ، هنا يبدأ الرعب ، يخاف ثم تنقلب السيارة ، أو أن الراكب يطلب النزول في مكان منعزل ثم يختفي ، تلك هي القصة التي سمعتها أنت وأنا وذلك الشخص الفضولي الذي ينظر لهاتفك دون أن تلاحظ أنه يراقبك .
ومثل كل عماني عاشق لقصص الرعب وجدت أن أهل الفجيرة لديهم بعض الشذرات حول رجل الحمار ( أبو كراع ) والقصة مثلما أوردتها في السابق ، عجوز يركب سيارة غريبة في ظلمت الليل ويكتشف السائق أن الراكب له رجل حمار .
حتى طاش ما طاش ناصر القصبي وعبدالله السدحان أخرجا هذه القصة إلى الشاشة الفضية ( التي لم تعد فضية ) ، مما يثبت أن هذه القصة ليست حكرا علينا نحن العمانيين .
هل تعتقد أن القصة ماتت في عصر الإنترنت والأقمار الصناعية ، والتلفزيون المسطح ؟
يصعب الإجابة على هذا السؤال ، ولكن مع بحث صغير على الإنترنت ستجد أن القصة حية ، من لسان الآباء إلى عقول الأبناء ، وجدت هذه القصة في الوطن العربي وليس معنا فقط في عمان ، بل وجدت لها أثار في جميع الوطن العربي تقريبا ، من الشام إلى المغرب ، مرورا بالمغرب وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا .
على ما يبدو أن الجن ليس لديهم شيئ أفضل من إخافتنا في أوقات فراغهم ، يركبون السيارات ويخرجون أقدامهم للسائق .
والسؤال القائم ، هل رأيت أنت الشخص الذي لديه رجل حمار ؟
تعليقات
إرسال تعليق