لغز الموت ... مقال
لطالما
كان الموت لغز لا حل له في عقلي الضئيل ، لطالما تساءلت عن ماهية الموت وطريقة
عمله ، قرأت عن مراحل الموت المختلفة ، عن ما يحدث للجسد بعد الموت ، ولكني لم أجد
أحدا يشرح الموت ، أو كيف نموت ، جسد كامل الأعضاء ، كامل الصفات الخلقية ، فقط
بمجرد توقف المضخة التي تسمى القلب أو بسبب توقف مركز التحكم الدماغ فإن الموت يحل
بدل الحياة ، والروح تغادر إلى العالم الآخر ، كيف هذا ، هناك نظرية تقول أن وزن
الكائن المتحكم بهذا الجسد 21 غرام ، لأن بعض التجارب وجدت أن الجسد ينقص منه 21
غرام عند الموت ، مهما كانت الظروف ، مهما كانت نوعية الجسد ، فإن هذا الوزن ينقص
بعد الموت مباشرة .
ترى
ما هو الموت ، ماهي الروح التي يؤدي فقدها لحالة مادية تسمى الموت ، من عجائب
الموت أنه ليس معلق بالاعضاء المادية ، فإذا مات الجسد وقام أحد بأخذ عضو ما مثل
الكلى او الكبد أو اي جزء آخر فإنه يعمل ك سابق عهده بكفاءة كاملة إذا وجدت الظروف
المواتية له ، إذا أين المشكلة ؟
في
رواية فرانكشتاين عندما قام الدكتور فرانكشتاين بأختراع مخلوق جديد فقط بتجميع الأعضاء ، ثم وصلها ببعضها
البعض ، ثم قام بأضافة آخر عنصر ألا وهو الكهرباء كأن هذا العنصر هو العنصر السحري
الذي سيقوم بالمطلوب بإشعال فتيل الحياة
للجسد ، وتدب الحياة في الجسد ، ولكن الواقع ينافي هذا تماما ، لم تكن
الكهرباء العنصر السحرية لأعطاء الجسد الحياة ، إن الروح أمر آخر مختلف تماما .
شيء لا يمكن قياسه بمقياس الفلوت و الوات .
الاعمار
بيد الله ، وكل شيء مكتوب و مقدر بيد خالق الارض و السماء ، ولكن هذا لم يمنع
المسليمن قديما وحديثا ولم يمنع كل من في كوكب الارض من محاربة الكائن الذي لا
يقهر المسمى الموت ، من اقدم الحكايات التي سمعت عنها في حياتي عن محاربة الموت هي
قصة الامبراطور الصيني الاول الذي مات شابا ، كان يبحث عن إكسير الحياة ، الذي يطيل العمر ويبعد الموت ، ولكنه مات
شابا ، وكذلك ايضا كان للمسلمين قبل الإسلام وربما بعده علم السيمياء الذي يبحث عن
الخلود ، وعلم الخيمياء الذي يبحث عن حجر الفلاسفة الذي يشفي الامراض ويطيل العمر
.
يقيني
لا لبس فيه بأننا إلى الله راجعون ، لا لبس فيه ولا شك أن الخالق والمنشئ هو الله
، ولكني أتساءل عن الموت ، عن طريقة عمله ، أذكر قول أحد الصالحين عندما سئل وهو
يموت عن الموت فقال إنه أعظم من أن يوصف ، ولكنه أقرب وصف توصل إليه أن تحضر غصن
مليئ بالشوك ،ثم تجعله في صوف مبتل ، ثم تنزعه نزعا شديدا ، الصوف هو جسدك الذي تنزع منه طاقة الحياة التي تسمى الروح .
أكره
الموت رغم أنه شر لا بد منه ، أكره أن أخوض تجربة الموت ،لست مستعد بعد لملاقات ما
قدمت يداي .
الأطفال
، النساء ، الرجال ، الكل يشرب من تلك الكأس ، أذكر مقولة سقراط عندما كان يصف
الموت لتلاميذه وقد شرب السم ، قال هناك
عالم آخر هناك شيء ما في الجانب الآخر .
قال
الرسول الكريم إن الموت هو النومة الكبرى ، والنوم هو الموتت الصغرى .
رسالة
إلى الموت
أعلم
أن قادم لا محالة ، ولكن كل ما أتمنى ، أن لا تأتيني إلا من أمرك بالمجيء إلي أن
يكون راضيا عني ، لا أريد الموت وهو غاضب علي .
تعليقات
إرسال تعليق