ابنة الراعي _ قصة قصيرة


ابنة الراعي  حولها  ترعى الذئاب....
  تطعم الذئاب....
 وتسهر على راحت الذئاب ...
 ولكن حين يأتي وقت العيد....
 لم تكن تأكل الذئاب....



في يوم من الأيام ، كانت هي الجمال ، هي الانثى ،  هي القلب النابض لكل شاب ، والنور لكل مراهق ، والهدف لكل صياد ، والغيرة  لكل عاشقة وجدت عشيقها يهيم بأبنة الراعي.

أما ابنة الراعي فلم ترى سوى الأغنام ، لم ترى رسائل العشاق لأنها لا تقرأ ، لم ترى نظرات الهيام لأنها بعيدة ، كانت تعرف الأغنام ، وتعرف عادات الأغنام .

وساعة العودة من المرعى ، كانت فقط ابنة الراعي التي لا تعرف شيء سوى الأغنام ، والاغنام تعرف الفتاة ، لم تؤذها بيوم من الأيام ، لأنها أغنام  لا تؤذي أحد  .

ذئاب الجبل ، لم تأخذ شيء من الأغنام ، ولم ترفع بيوم من الأيام عصاها  بوجه ذئب ، كأنما قدست الذئاب جمال الفتاة .

قدست بساطتها ، قدست الانثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى  ، جريها وراء الأغنام والحملان ، قدست قدميها الحافيتين وثوبها المرقع ، كأنما زادها جمال فوق الجمال .

أحيانا الجمال بين الفقراء يعيش ويتربى ، بعيد عن عيون الأغنياء .

وفي يوم هاجت ذئاب البشر على الجمال ، لم تعد الذئاب تتحمل الرسائل التي لا تقرأ ، والعيون التي لا ترى ، الكلمات التي لا تصل .

في يوم قررت ذئاب البشر أن تثبت للجميع أنها ذئاب تهابها ذئاب الجبل .

تخلت عنها الأغنام ، الاحمق من يظن ان الحملان تدافع عن الراعي ، الاحمق فقط من يظن أن تحت مظهرها  وحش كاسر يغيث المحتاج.

هي كانت الاحمق الذي ظن كل ذلك ، لم تظن في يوم من الأيام أن تتخلى عنها من كانت ترعاها ، لم تعلم ان الدنيا دين ، كما انها تتخلى عن اغنامها في العيد ، جاء اليوم الذي تتخلى عنها الأغنام .

ترجت ، بكت ، استغاثت بالغمام ، بالجبال ، بصدى صوتها ، استغاثت بالذئب ، استغاثت بخالقها،  واستغاثت بالذئب  البشري  الذي يريد نحرها على محراب الصمت  .

في عالم الحيوان ، هناك صياد وهناك فريسة ، وهناك صياد يصيد الصياد ، ذئاب الجبل ترعى الفتاة ، هي الراعي  .

 هي من يخيف الراعي ، واليوم هي ترعى الراعي ، تحمي الفتاة ، أنياب ظاهرة ، دماء توشك على ان تسيل من ذئاب البشر
ذئاب البشر تهرب أو تمزق على يد من يحرس الفتاة ، ومنها من صار ذكرى ستذكرها القصة  لزمن طويل ، ستصبح ذكراهم  جزء من اسطورة الذئاب التي تحرس ابنة الراعي الذئاب .

خانها البشر ، خانتها الأغنام ، وصارت ترعى الذئاب ، وفي كل عام في يوم ما  تتجدد اسطورة فتاة بين الذئاب ، يرويها مسافر ، أو راعي أغنام  ، يعود للقرى يروي اسطورة رآها بعينه فتاة تعيش الذئاب ، تأكل معهم ، ترعى جراءهم ، اسطورة فتاة تحمل العصى وتمشي بين الذئاب ..

تعليقات

المشاركات الشائعة