قبر مريم قصة قصيرة




عند قبر مريم وقف ثلاثين رجلا يبكون على رأس قبرها ، كلهم أحبها وكلهم هام بها  ، لكنهم لم يجرؤوا على قول أحبك ، ثلاثين رجلا أحب مريم ، عشقها ، هام بها كما تهيم السفن في بحر لا شاطئ له .
ماتت مريم وحيدة ، لم يكن لها من يضم صدرها إلى صدره ، ويسمعها كلمات العشق و الهيام ، لأن مريم لم تكن مناسبة ، لماذا لم يفهم أحد من العشاق لماذا لم تكن مناسبة ، كل ما سمعه من ذويه أنها ليست مناسبة له . .
ماتت وحيدة ، عاشت  وحيدة ، ماتت ولم تعلم أن هناك من يعشقها ويهيم بها ، لم تسعد بشخص يطرق بابها يقول لها أريدك لي ، لا أريد أحدا أن يمسك يدك إلا يدي ، أريدك عكازي ، أريدك شمسي  ، أريدك قمري ، أريدك ناري ودفئي .
ثلاثين رجلا غزى الشيب رؤوسهم ، وأحنى الدهر ظهروهم ، ليس من كبر السن ولكن من فقد مريم .


  حتى لا يجف قلمي كتبتها 
8-9-2019

تعليقات

المشاركات الشائعة