الوداع _ قصة قصيرة _ رومنسية







_ سترحلين  وتغيب شمسك ، سترحلين وتحملين الذكريات في صدرك
ستحملينها كجبل شامخ قد استقر فوق قلبك الصغير
هذه هي سنَّة الحياة ، ربما تبكين ، ربما تمضي ليالٍ مظلمة وانت تتنهدين على الذكريات القديمة ،  ولكن في يوم من لأيام لن اخطر على بالك ، لن أكون من ضمن   ذكرياتك ، لكن أكون ذلك الطيف الذي يمر زائرا ببالك ، عندها فقط عند تلك اللحظة ستتساءلين ما الذي نسيته ، وربما تبكين لماذا نسيتي .


رفعت رأسها  من على صدره المبتل بدموعها ، كانت خصلات الشعر غطت معظم بريق عينيها ، ولكن رغم تلك الدموع كانت حسناء ، مثل اساطير العرب ، مثل اساطير الرومان ، مثل أساطير الفرس ، كانت هي كل ما يعشقه الرجل بالأنثى .


_ لماذا الفراق ، لماذا اللقاء ، لو لم أرك لما عرفتك ، لما عشقتك ، والآن  لما بكت على فراقك ، لماذا الفراق ، لماذا كتب الله علينا ان لا نجتمع وتجتمع قلوبنا ، كم أكره ساعات الفراق التي تبعدني عنك ، وعن صوتك ، عن صدرك ، راحت يدك .


لم تستطع اكمال كلامها فقد غط الحزن على كلماتها وعاد البكاء ليغزو محيا وجهها  .
دست رأسها في صدره واخذت تبكي .

أما هو فتبسم ، كما يتبسم المهزوم في وجه المنتصر ، ليسلب منه شيء من الانتصار .
وضع يده على رأسها ، تتم بكلمات لم تسمعها ، ولكنها عرفت في داخلها أنها كلمات الوداع .

خيوط الشمس تداعب ظلمات الليل ، تخبر الظلام أن النور قادم ، لتخبر العشاق ان الفراق قادم .

رفعت رأسها ونظرت إليه نظرتاً  أخيرة.
وبدون أي كلمت وداع ادارت ظهرها وانطلقت .
أما هو فأخذ ينظر لها تغيب من امام ناظريه ، رغم ان الشمس تشرق إلا انها تغيب أمام عينيه ، تودعه بلا صوت ، ولتترك له ذكرى في قميصه ، دموع فتاة عاشقة  على صدر شاب محب .

لم يكن هناك هاتف محمل بآلاف التطبيقات سيجعلها ترجع له ، لم يكن هناك حاسب آلي محمل بكل المواقع سيعيد تلك اللحظات .
هناك في البعيد بقايا ذكريات عاشق ، بقايا ذكريات عشاق
.
.
.
.
.

فقط كي لا يجف قلمي .. كتبت هذه الكلمات
ناصر
12.12.2018

تعليقات

المشاركات الشائعة