ثلاثة عشر رأس من الغنم _ قصة قصيرة
في كتاب السحر هناك اساطير الزمن
كتبت حكايات
حكايات لم تراها اعين
او تسمعها اذان
تلك حكايات من عالم الجان .
في عالم لم يدخله بني الانسان
قيل .. ثم قيل .. ثم كان ياما كان
كتبت حكايات
حكايات لم تراها اعين
او تسمعها اذان
تلك حكايات من عالم الجان .
في عالم لم يدخله بني الانسان
قيل .. ثم قيل .. ثم كان ياما كان
ثلاثة عشرة راس من الغنم
وفتى يعد الاغنام ، فتى في الثامنة يعد الاغنام كل يوم
لقد حفظ الجبل اسم الراعي وحفظ ايضا عدد الاغنام
طفل في الثامنة ، يعد الاغنام وفتاة الجن تراقب من يعد الاغنام
كانت بشعر اسود فاحم مثل ظلمت الليل ، كأنما هو شلال اسود ينساب من راسها
بثوب ازرق مثل ماء البحر وبشرة بيضاء شاحبة
لطالما حفظت الفتاة شكل الطفل الصغير الذي دائما وابدا يعد الاغنام
نادت فتاة الجن الطفل الصغير وقالت
_ كم من الايام سوف تبقى تعد الاغنام ، ألم تمل من هذا الرقم
نظر الفتى الصغير للبعيد ورأى فتاة بصورة البشر تكلمه
قال بصوته الطفولي :
_ أمي قالت لي ان اعد الاغنام ، حتى لا يضيع احدها فلا آخذ اجرة الرعي
قالت الفتاة :
_ منذ عام مضى وهي ثلاثة عشرة لماذا لم ينقص العدد ، لماذا لم يزد العدد
طفل صغير يحاور فتاة الجان ...
لم يخف ويسأل من الفتاة ...
لم يهرب حين رأى فتاة الجان ...
كان ينظر إليها , وينظر الى الاغنام :
_ لم يعلمني احد كيف اعد اكثر من ثلاثة عشرة ، لهذا آخذ ثلاثة عشرة رأس من الاغنام ، حتى لا تنقص أبدا.
فتاة الجان تقف بالقرب من راعي الغنم
تسأله عن الاغنام
سؤال يحمل خلفه سؤال
وإجابة تأتي بسؤال
سألته عن القرية و أمه
سألته عن ماضيه ومستقبله
لا يعرف ما هو المستقبل ولكنه يعرف الاغنام
تغيب الشمس خلف الافق وفتاة الجان لا تمل
وفتى الاغنام يريد العودة بالأغنام
_ من تكونين يا فتاة ؟
كأنما كان قد نسي هذا السؤال ثم تذكرة
قالة الفتاة :
_ أنا من الجان ، هل تعرف الجن يا صغيري ؟
أخذ الصغير يلوح بعصاه للأغنام وهو يمضي راجعا
_ لا أعرف الجان ، ولكن اعرف انك لا تسرقين الاغنام مثلما تفعل الذئاب .
تبسمت فتاة الجان وهي تنظر للفتى الصغير العائد للقرية
تنظر إليه وهو يعد الاغنام من حيث اتى بها
قالت في همس يشبه في صوته نسيم المساء :
_ لم يخف من الجان ، لم يخف الوحدة ، ولكن خاف من الذئاب ، وخاف من ان تنقص الاغنام
كم انت غريب ايها الانسان ، عندما تكبر ، يكبر الخوف معك ، ولكن في صغرك تكون مخاوفك صغيرة مثل جسدك
ومثل عمرك القصير ....
ترى كم ستمضي من الاعوام حتى يخاف هذا الفتى من فتاة الجان ؟
تعليقات
إرسال تعليق